روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | رؤية هلال.. رمضان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > رؤية هلال.. رمضان


  رؤية هلال.. رمضان
     عدد مرات المشاهدة: 3640        عدد مرات الإرسال: 0

تحدث فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه عن مسألة رؤية الهلال بقوله: مسألة الهلال مسألة اختلف العلماء فيها بين قائل أن رؤية الهلال إذا ثبتت في بلد من البلاد تعم جميع الأقطار.

وهذا ما ذهب إليه بعض المالكية، حيث يقول خليل: "وعمَّ إن نقل بهما عنهما" أي: عم جميع الأقطار إذا نقل بعدلين عن عدلين، فإذا رُئي وثبت الهلال في مكان ما، فإن هذه الرؤية تعم.

القول الثاني: هو أن الأقطار المتنائية لا يثبت الهلال في بعضها برؤية البعض الآخر، وهذا ما ذهب إليه كثير من العلماء أيضًا، وهو مبنيّ على حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) وهو في مسلم (1087) -وبوّب عليه النووي: باب بيان أن لكل بلدٍ رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلدٍ يثبت حكمه لما بعد عنهم- بإسناده عن كريب:

أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية t بالشام، قالت: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهلَّ عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما).

ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنتَ رأيتَهُ؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية t. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين، أو نراه. فقلت: أوَلا تكتفي برؤية معاوية t وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله .

وحينئذٍ لا يعمل بالرؤية البعيدة، وبخاصة إذا كان البلدان لا يشتركان في ليلٍ واحد، بحيث أنه ينقضي الليل في أحدهما قبل وصوله إلى المكان الآخر، ففي المسألة خلاف بين العلماء، وحتى في المجامع الفقهية؛ حيث قرر المجمع الفقهي بأن الاعتبار بالرؤية، وأنه يستأنس فقط بالحساب الفلكي الذي يعتمد على سير القمر وعلاقة القمر بالأرض وبالشمس.

القول الثاني: يقول إن الحساب قطعي وأنه يعتمد عليه، فهو يثبت الحساب على هذا الهلال، وهذا ما ذهب إليه المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء.

فالمسألة واسعة إن شاء الله، فيمكنهم أن يصوموا إذا شاءوا مع السعودية، أو مع أي بلد آخر إذا ثبتت الرؤية فيه ثبوتًا شرعيًّا. كما يمكنهم أن يتحروا الهلال في بلدتهم أو في مكان قريب من بلدهم، حيث قلنا: إن تنائي الأقطار يمنع من اعتبار الرؤية في مكان آخر، مع الاستعانة بالفلك وبالمراصد أيضاً، ففي هذا الزمان تطور هذا العلم تطورًا كبيرًا.

بحيث كما يقول البعض: إن الإبرة إذا أرسلت في الجو يمكن الاهتداء إليها، فكيف بالقمر الذي يكون قد ولد أو خرج من الاقتران، وخرج من شعاع الشمس، أي: بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من خروجه من شعاع الشمس فإنه يرى، إذا كان خرج منه في وقت يمكن أن يرى في ذلك المكان.

إذن فالمسألة واسعة، نرجو من المسلمين ألاَّ يختلفوا، فمن منهم قلد من يقول: إن تنائي الأقطار مانع من الاتباع، فإنه قد قلد قولاً قويًّا. ومن قلد كذلك القول الذي يقول بأن رؤية أي بلد تنسحب على البلد الآخر، فهو قول أيضًا جيد، ومن استأنس وبحث عن الحساب الفلكي ليثبت به أو ليؤكد به رؤيته فهذا أيضًا دليل جديد قد يساعد كثيرًا على الترجيح.

إلا أنه إذا رُئي الهلال قطعًا وقال الحساب الفلكي إنه لا يرى فحينئذٍ لا نعتمد على الحساب الفلكي، خلافًا للمجلس الأوربي الذي قال بالاعتماد على الفلك حينئذ، إذا رأته مستفيضة أي جماعة كبيرة فإننا نقدِّم الرؤية على الحساب الفلكي.

هذا باختصار ما نراه في هذه المسألة، ونوصي بعدم الافتراق وعدم الاختلاف، وأن يتباحثوا فيما بينهم، ويتفقوا على إحدى الطرق التي ذكرناها، فكلها منصوصة في كتب أهل العلم[1].
[1] موقع العلامة ابن بيه

الكاتب: الشيخ عبد الله بن بيه

المصدر: موقع قصة الإسلام